بين الزوجين ..مشكلات بلا حل!

التفاهم من ثمرات العلاقة الزوجية الناجحة.. والتفاهم يعنى قدرة الطرفين على فهم الآخر، فهم
احتياجاته ورغباته .. فهم ملكاته وإمكانياته وقدراته على العطاء.. فهم مشاعره وأفكاره.. فهم قيمه
ومبادئه.. فهم تصرفاته وسلوكياته.
وكلما كان التفاهم عميقا وواسعا كلما زادت القدرة على حل المشكلات، ولكن هل يعنى ذلك أننا
يجب أن نصل لمرحلة عدم وجود مشكلات؟
هناك مشكلات زوجية يسهل حلها بالتفاهم و الحوار، وهناك مشكلات زوجية مزمنة يصعب حلها
فقد نظل سنين طويلة نعانى من نفس المشكلة ولا نجد لها حلا مهما كان التفاهم.
مثل الطبائع النفسية لأحد الزوجين والمؤذية للطرف الآخر كالعصبية أو البخل أو العند، مشاكل
أخلاقية كسلاطة اللسان أو العلاقات النسائية، مشكلات مرضية كأمراض مزمنة كالاكتئاب مثلا أو
مشاكل العقم، مشاكل العلاقات كعلاقة الزوجة وأهل زوجها أو الزوج وأهل زوجته، أو علاقة الأب
وابنائه، وكذلك طبيعة عمل الزوج وأثرها على بيته كالعمل فى الخارج أو العمل الطويل المرهق.
هذه أمثلة لمشكلات مزمنة يصعب حلها فى كثير من الأحيان، وتظل تشكل بؤرة بركانية تنشط من
وقت لآخر، ويسبب نشاطها المستمر الانهيار التدريجى للحياة الزوجية.
و يتساءل الزوجين وقتها.. ألا يوجد بديلا لهذا الانهيار ؟
الحياة الزوجية الناجحة لا تعنى القدرة على حل كل المشكلات، بل أيضا على تخطى المشكلات
التى ليس لها حل وعدم وضعها فى بؤرة الاهتمام، بحيث لا تكون سببا فى البعد النفسى والعاطفى
بين الزوجين.
هناك الكثير مما يمكن الاتفاق عليه وتنميته والتركيز عليه بدلا من التركيز على المشاكل المزمنة، مثل هذه المشكلات تحتاج إلى قدرة على استيعاب الطرف الآخر واحتضانه كالتعامل مع المريض  الذى لايرجى برؤه.
فالزوجين كقطعتى البازل.. لكل قطعة تجويف يستوعب وبروز يؤذى
وكى تظل القطعتين متلاصقتين لابد أن يقابل البروز تجويف يدخل فيها ويستوعبها و يحيطها.
فالأزواج الناجحون هم الأزواج الذين يعترفون بوجود المشكلة ويعترفون بأنها غير قابلة للحل
ويسمحون لأنفسهم بالاختلاف دون الإعلان الدائم عمن المخطئ ومن المصيب.. فليس هناك مخطئ
و مصيب.. بل هو اختلاف فى وجهات النظر وهم فى النهاية يواصلون حياتهم و يحتفظون
بمشاعرهم الإيجابية وحبهم واحترامهم تجاه بعضهم البعض.
رأيت أزواجا عاشوا سويا فى منتهى السعادة ولديهم مشكلات كنت أظن أنها سببا رئيسيا للطلاق، ورأيت أزواجا تنتهى حياتهم الزوجية بسبب مشكلات سهلة الحل سهولة مطلقة وسهل الاتفاق فيها.
ونكرر أننا لا نحتاج إلى حل كل المشكلات ولكننا نحتاج أن نتفاهم ونتفق على أن مثل هذه المشكلات لن تعكر صفو علاقتنا وتقاربنا وحبنا.